الأضاحي
الأضاحي
|
الأُضحية شعيرةٌ من شعائر الله؛ قال -تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،سورة الحج، آية:32 كما أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حرص على الأُضحية، وحثّ عليها المسلمين، من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان حريصا على الأضحية ، حتى إنه ضحى ، لما أدركه الأضحى في سفره . روى مسلم (1975) عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قَالَ: ( يَا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ ) ، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ . قال النووي رحمه الله :
كما أن فيها اقتداء بنبي الله إبراهيم عليه السلام . فالتقرُّب إلى الله -تعالى- بالأُضحية من أعظم العبادات والطاعات وأجلّها . |
حكمها |
الذي عليه جمهور أهل العلم أن الأضحية سُنَّة مؤكدة في حق القادرين ، لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أم سلمة : ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا ) صحيح مسلم |
شروط الأضحية |
وللأضحية شروط لا بد من توفرها حتى تكون مجزئة مقبولة : لقول الله تعالى: {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } (الحج: 34)
لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتقدم : ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ) رواه مسلم . وأفضل الأضحية الإبل ، ثم البقر ، ثم الضأن ،
( العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ضلعها ، والكسيرة التي لا تُنقي )، وجاء في رواية ذكر ( العجفاء ) بدل ( الكسيرة ) رواه أصحاب السنن بسند صحيح .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : " تعظيمها: استسمانها، واستعظامها ، واستحسانها " .
وأما من لا يستطيع الصلاة لسفر ونحوه ، فوقتها قدر ما يكفي للصلاة، فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله كما في حديث البراء رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، ليس من النسك في شيء ... ) رواه البخاري ، |
وقت ذبح الأضحية |
ويمتد وقت الذبح على الصحيح حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق ، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة فتكون مدة الذبح أربعة أيام ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - ( كل أيام التشريق ذبح ) رواه أحمد وحسنه الألباني .
|
ذبح الأضحية |
الأولى للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح ، لأن الذبح قربة وعبادة ، وله أن ينيب عنه غيره فقد نحر - صلى الله عليه وسلم - بيده ثلاثاً وستين بَدَنة ، واستناب علياً في نحر ما تبقى .
وهو معنى قوله تعالى : { فاذكروا اسم الله عليها صواف } ، وإن كانت من غير الإبل فإنها تذبح مضجعة على جنبها الأيسر . ويستحب وضع الرجل على صفحة عنقها ، ويقول : بسم الله الله أكبر ، ويسأل الله القبول .
وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثروا ، لحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال : " كان الرجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون " رواه الترمذي .
لكن المختار عند أهل العلم أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث.
لأنها مال أخرجه العبد لله تعالى ، فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة .
ولأن ذلك بمعنى البيع ، وأما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك .
|
هل يجوز توكيل شخص أو جهة مختصة للقيام بذبح الأضحية؟ |
يجوز التوكيل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فعن جابر رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر ثلاثاً وستين، وأمر علياً رضي الله عنه أن يذبح الباقي ) رواه مسلم
|
ما أثر توزيع الأضاحي على الفرد والمجتمع؟ |
1. روح الإيثار والتضحية: يعتبر ذبح الأضاحي تجسيداً للتضحية والإيثار في سبيل الله، حيث يتنازل الفرد عن جزء من ممتلكاته لتكون للفقراء والمحتاجين فرحة في العيد وهذا يعزز الروح الاجتماعية للتعاون والتضامن في المجتمع.
حيث يتم توزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين والأقارب والجيران. هذا يخفف من حدة الفقر والحاجة ويعزز المحبة والألفة.
فعملية الذبح وتقديم الأضاحي تعزز لدى المتبرع التقرب إلى الله وطلب مرضاته بالصدقة . |