سلة المشتريات

التبرع الدوري .. بين الأجر والأثر !


في زوايا النفس البشرية تكمن رغبة خفية في العطاء، 
وكأن الإنسان خُلِق ليمنح. 
لكن، هل هذا العطاء ينعكس على المستويات الاجتماعية والسلوكية فقط؟

العلم والتقنيات الحديثة تنفي ذلك وتؤكد 
أن العطاء يتجاوز ذلك إلى أثرٌ جسدي روحي داخل المعطي ..
إذ توصل كلٌ من البروفيسور فيليب توبلر 
وإرنست فيهر من جامعة زيورخ،
 في دراسة نُشرت بمجلة Nature Communications ، 
من خلال تجربة دامت لأربعة أسابيع، 
راقبوا خلالها سلوك مجموعتين من المشاركين الأولى تعطي والأخرى تُمنَح ما تحتاج، 
وسجّلوا ما يدور في أدمغتهم
باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي.
والنتيجة؟ لم يكن العطاء مجرد سلوك أخلاقي، 
بل تجربة عصبية تُعيد تشكيل الدماغ، 
وتُعزز مناطق المكافأة فيه. 
ليعود مردوده في صورة سعادة وطمأنينة محسوسة .. 
فيعودون لتكرار عطائهم
 من خلال التبرع الدوري أو الاستقطاع الشهري للتبرعات
 وذلك رغبةً بتكرار تلك المشاعر السامية والرضا الداخلي.
 

وهذا التوجه الفطري للإنسان يشبعه الامتثال
 لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكور 
في حديثه الشريف: 
(كل سُلَامَى من الناس عليه صدقةٌ،
 كل يومٍ تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقةٌ، 
وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها 

أو ترفع له متاعه صدقةٌ، 
والكلمة الطيبة صدقةٌ، 
وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ، 
وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ) رواه البخاري ومسلم، 

وقوله عليه الصلاة والسلام: 
(أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلَى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ). رواه البخاري
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
‏” في هذا الحديث دَلِيلٌ على اسْتِحبَابِ 
المُدَاوَمَةِ على العمَلِ الصَّالِح”.

ولو تأملنا تلك الأوامر النبوية بأن تكون التبرعات والصدقات 
عادة مستمرة لا موسمية أو عشوائية، فيها يتطهر الجسد
، وتتسامى الروح بلا انقطاع.
ساهم بالقليل، واجعل لك أثرًا في دروب العمل الخيري
 من خلال استقطاعٍ دوري ميسر من مالك، 
تستثمره في إسعاد حالك بتبرع أو وقف أوصدقة.

التبرع الدوري